القرن العشرين : احتجاب وتجدد

بعد نهاية أوّل صراع عالمي، تغلق فرنسا، ذات الوجود المعزز في دجيبوتي، قنصليتها في مسقط (سنة 1920)، وتسند مهامها إلى قنصلية فرنسا في مومباي. تتواصل العلاقات الجيدة التي أقيمت بين جمهورية فرنسا وسلطنة عمان، لكنها تفقد شيئاً فشيئاً جوهرها خلال الخمسين سنة التالية.

تأخد هذه العلاقات الثنائية حيّزاً جديداً مع اعتلاء جلالة السلطان قابوس بن سعيد سدّة العرش، في 23 يوليو 1970، والتأكيد في عُمان على الإرادة الصادقة في الإنفتاح والتطور. فمنذ سنة 1972، يصبح سفير فرنسا في الكويت معتمداً لدى سلطنة عُمان، وبعدها بسنتين، في يناير 1974، يستقر في مسقط أول سفير فرنسي مقيم.

تترجم سريعاً هذه النهضة في العلاقات الفرنسية العمانية بإقامة تعاون ثقافي وتقني عميق بين البلدين. فتأسيس المركز الفرنسي العماني سنة 1974 وعقد اتفاقية تعاون ثقافي وتقني في 29 سبتمبر 1979، يشهدان على العلاقات الجيدة التي تجمع بين البلدين. بعد ذلك بعدّة سنوات، يتعزّز هذا التعاون بتوقيع اتفاقيات جديدة، كتلك التي تمّ توقيعها في 19 ديسمبر 1982، والتي تركّز على التعاون الإقتصادي. منذ ذلك الحين، وسّع البلدين نطاق تعاونهما التقني ليشمل مجالات عدّة ومنها حالياً: الري، موارد المياه، الجيولوجيا، الإدارة العامة، السياحة، الصحة، علم الآثار، الهندسة وغيرها... من جهة أخرى، إن اللجنة المشتركة للتعاون الإقتصادي والصناعي، التي تمّ إنشاؤها بموجب معاهدة 19 ديسمبر 1982، والتي تنعقد مع اللجنة المشتركة للتعاون الثقافي والتقني، تساهم في مواصلة وترسيخ التعاون بطريقة حسية.

لقد كانت الزيارة الرسمية لجلالة السلطان قابوس إلى فرنسا، من 30 مايو إلى 2 يونيو 1989 الفرصة ليؤكد البلدين على تمسكهما بعلاقة الصداقة التي تجمعهما. كما أن الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس فرنسوا ميتران إلى عُمان ما بين 28 و 30 يناير 1992 سمحت له أن يفتتح، إلى جانب جلالة السلطان، المتحف الفرنسي العماني المخصص لتخليد العلاقات بين البلدين. يشهد "بيت فرنسا"، هذا الإنجاز المميز، بأناقة تصميمه ولما يمثله من قيمة معنوية، لعلاقات الصداقة الطويلة والدائمة التي تربط بين السلطنة وفرنسا. كما أنّه تم، خلال الزيارة عينها، افتتاح المباني الجديدة لسفارة فرنسا، والتي تتضمن مركز البعثة ومنزل السفير.

Dernière modification : 15/02/2010

Haut de page